تمتد أيادي الغدر الصهيونية إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، اليوم كما قبل 56 عاماً، حينما أضرمت النار في المسجد الأقصى المبارك في جريمة موصوفة لا تزال محفورة في وجدان الأمة، شاهدة على استهداف الهوية العربية والإسلامية للقدس، ومقدمة لمسلسل طويل من الجرائم الممنهجة بحق المدينة المقدسة وأهلها ومقدساتها.
إننا في نقابة المهندسين الأردنيين، إذ نستذكر هذه الجريمة البشعة بعد ستة وخمسين عاماً على وقوعها، فإننا نؤكد أن محاولات الاحتلال لم تتوقف منذ ذلك اليوم، بل أخذت أشكالاً جديدة وخطيرة في السنوات الأخيرة، بدءاً من مخطط المستوطنة الاستيطانية e1 الرامي إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، مروراً بما يسمى نفق شريان الحياة الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى ربط المستوطنات ببعضها وإحكام السيطرة على القدس، وصولاً إلى المشروع الأخطر المتمثل في "إسرائيل الكبرى"، الذي يقوم على التهجير والاقتلاع والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، كما نشهده اليوم بأبشع صوره في قطاع غزة الصامد.
إن الجرائم التي تنفذها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف، وما يرافقها من سياسات إحلال وتهويد وطمس للهوية العربية والإسلامية للمقدسات، ليست سوى امتداد لجريمة حريق الأقصى، وهي تهديد مباشر للسلم الإقليمي والدولي، وتحدٍ صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وتؤكد نقابة المهندسين الأردنيين أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى عربية الهوية والملامح، وأن محاولة تهويد القدس واحدة من أهم الخطوط الحمراء التي أكد عليها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات، والذي يقف في الصفوف الأمامية دفاعاً عن هوية المدينة وحماية لمقدساتها.
إننا ندعو أبناء أمتنا، شعوباً وحكومات، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة مشاريع الاحتلال ومخططاته، ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، والتصدي لمحاولات فرض الأمر الواقع على القدس وفلسطين. فالقدس ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية الأمة جمعاء، وقضية وجود وهوية، ومفتاح الاستقرار في المنطقة والعالم.
رحم الله شهداء الجيش العربي
رحم الله شهداء فلسطين والأمة
والنصر حليف الشعوب الحرة الصابرة المناضلة
نقابة المهندسين الأردنيين