أكد عضو مجلس نقابة المهندسين الأردنيين ورئيس شعبة الهندسة المعمارية، المهندس عماد الدباس، أن النقابة تعد بيت خبرة وشريكا استراتيجيا في دعم جهود التنمية المستدامة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أهمية تسليط الضوء على المبادرات الحيوية المرتبطة بمدينة عمان، والتي تنفذها أمانة عمان الكبرى، لا سيما من خلال المرصد الحضري والتقارير الدورية التي تقيس مؤشرات التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي.
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم العلمي الذي نظمته لجنة التخطيط والتصميم الحضري المعمارية في نقابة المهندسين، حيث شدد المهندس الدباس على أن هذه الفعالية تمثل فرصة مهمة للاطلاع على الجهود المؤسسية في هذا المجال، والاستفادة من خبرات المحاضرين والخبراء المشاركين. كما أكد أن الورشة ستخرج بتوصيات ومخرجات سيتم متابعتها من خلال لجان النقابة المختصة، خصوصاً اللجان المعنية بالاقتصاد الأخضر والاقتصاد الدائري.
وأكد الدباس استعداد النقابة، للتعاون مع أمانة عمان الكبرى، في تشكيل فريق مشترك من الخبراء المتخصصين من أجل مواصلة العمل في هذا الإطار، موضحا أن النقاش مع أمين عمان كان قد تناول هذا المقترح سابقا.
كما أشار إلى أن النقابة تعتزم نقل هذه التجربة الرائدة إلى عدد من المحافظات، بهدف توسيع نطاق التعاون ونشر مفاهيم التنمية المستدامة على مستوى المملكة.
وختم المهندس الدباس بالتأكيد على ضرورة إشراك الجامعات والطلبة من مختلف التخصصات الهندسية في تبني مفاهيم الاستدامة، بما يساهم في بناء جيل واعٍ يمتلك ثقافة تنموية حديثة قادرة على مواكبة التحديات المستقبلية.
من جانبه، قال الدكتور خالد المومني، رئيس لجنة التخطيط والتصميم الحضري في نقابة المهندسين الأردنيين، إن المراصد الحضرية والتقارير الطوعية أصبحت من الأدوات الأساسية في دعم جهود البلديات والمدن نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال جمع البيانات وتحليلها ومراقبة التغيرات التنموية بشكل علمي ومنهجي.
وأشار إن اليوم العلمي المتخصص يشارك فيه نخبة من الخبراء من أمانة عمّان الكبرى، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-Habitat)، ووزارات ومؤسسات محلية ودولية ذات صلة.
وأكد الدكتور المومني أن المراصد الحضرية تعد وحدات بحثية تنشأ داخل البلديات أو على مستوى المدن، وتقوم بجمع وتحليل البيانات المتعلقة بجودة الحياة، والخدمات، والبنية التحتية، والصحة، والتعليم، والبيئة، والفقر، وغيرها، بهدف ربط الأداء المحلي بالمؤشرات العالمية لأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، ودعم صانعي القرار في رصد الفجوات التنموية واتخاذ قرارات مبنية على البيانات.
وأضاف أن هذه المراصد تساهم في تحقيق التكامل بين الخطط المحلية والوطنية والعالمية، مثل رؤية الدولة للتحديث الاقتصادي، وأجندة 2030 الأممية، كما تعزز الشفافية والمساءلة من خلال نشر تقارير ومؤشرات تتيح للمواطنين متابعة أداء بلدياتهم، وتشجع على بناء شراكات بين البلديات والجامعات والمجتمع المدني والقطاع الخاص لتسريع تحقيق الأهداف.
وتطرق المومني إلى أهمية التقارير الطوعية التي تعدها الدول وأحيانا المدن، لعرض مدى التقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة أمام الأمم المتحدة، موضحا أن هذه التقارير تبرز الإنجازات والتحديات، وتعزز الالتزام السياسي، وتتيح تبادل التجارب وقصص النجاح، وتفتح آفاقا للتعاون الدولي والتمويل الفني والتقني، خاصة عندما تظهر المدن مستوى عال من الشفافية والالتزام.
وأشار إلى أن إعداد التقرير الطوعي يتطلب مشاركة جميع أصحاب المصلحة من الحكومات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ما يجعله أداة استراتيجية لقياس التقدم وتحديد الأولويات بشكل جماعي.
وأوضح أن موضوع اليوم العلمي جاء مرتبطا ارتباطا مباشرا بالتخطيط والتصميم الحضري والتنمية المستدامة في الأردن، ويسلط الضوء على أهمية هذه المفاهيم في ظل التطورات العالمية المتسارعة في مجالات الخدمات المدنية والتقنية، والثورة الصناعية الرابعة، والتحول الرقمي، والمدن الذكية، والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يتطلب التفكير الإبداعي خارج الصندوق.
وأكد أن اليوم العلمي سيشكل منصة للحوار وتبادل المعرفة والخبرات، وسيساهم في صياغة توصيات عملية تعزز من دور المراصد الحضرية والبلديات في دعم مسيرة التنمية المستدامة في الأردن.
وحضر اليوم العلمي اعضاء مجلس الشعبة المعمارية الدكتورة هند اسحاقات، والمهندس مازن النابلسي وأعضاء اللجنة، بمشاركة واسعة من المهندسين.